الجريدة العربية *
تتصدر الجزائر المشهد الطاقي في المنطقة المغاربية بفضل احتياطاتها الهائلة من الغاز الطبيعي التي تُقدّر بأكثر من 4500 مليار متر مكعب، مما يجعلها القوة المهيمنة في هذا المجال. ورغم عدم الاستقرار الذي تشهده ليبيا، فإنها تمتلك أيضًا موارد غازية كبيرة، في حين تحافظ تونس على إنتاج متواضع ولكنه مستقر. في هذا السياق الديناميكي، تكثف المملكة المغربية جهودها في مجال الاستكشاف لتقليل الاعتماد الطاقي، و لتغدو قوة عالمية في إنتاج الطاقة النظيفة أو المستخرجة من باطن الأرض.
جرسيف: مشروع استكشاف جديد واعد
تستعد شركة “Predator Oil & Gas” لبدء حفر البئر Mou-5 ضمن رخصة جرسيف، وهي منطقة استكشاف تمتد على مساحة 7269 كيلومتر مربع. وقد كشفت الحفريات السابقة في المنطقة عن وجود غاز بيولوجي المنشأ في أعماق سطحية، وهو مؤشر مشجع للمستكشفين. كما يستهدف البئر الجديد منطقة تقع بين عمق 891 و1140 مترًا، وهي منطقة لم تخضع للاستكشاف الكافي في الحملات السابقة. وتشير التقديرات إلى وجود إمكانات كبيرة لتراكم الهيدروكربونات في المنطقة بفضل الصخور الكلسية المسامية وأنظمة الفوالق الموجودة بها.
آفاق إنتاج مشجعة بشروط
تختلف تقديرات الإنتاج بشكل كبير حسب المصادر. ففي حين يشير مكتب استشاري خارجي مُكلف من الشركة إلى إمكانية إنتاج 169 مليار قدم مكعب (حوالي 4 مليارات متر مكعب)، حيث تتبنى شركة “Predator Oil & Gas” تقديرات أكثر تفاؤلاً تصل إلى 18 مليار متر مكعب. في المرحلة الأولى، يمكن أن ينتج الموقع 20 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا، وهو مستوى إنتاج يمكن الحفاظ عليه لمدة ست سنوات بحد أدنى أربعة آبار إنتاجية. ومع ذلك، فإن استغلال هذه الإمكانات يتطلب إنشاء بنية تحتية متخصصة لتسويق الغاز في شكله المضغوط، مما يمثل تحديًا تقنيًا ولوجستيًا كبيرًا للمشغلين.